محمود أحمد عكاوي
الحمد لله ربّ العالمين حمداً طيّباً مباركاً فيه، وأصلّي وأسلّم على سيّدنا وحبيبنا وطبّ قلوبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلّم تسليماً كثيراً.
التمسّك بالقرآن الكريم يعني أن نهتدي بهديه وأن نتّخذه نوراً ودليلاً وقائداً يقودنا إلى الله سبحانه وتعالى، وليس معنى هذا أن يتحرّك كلّ واحدٍ منّا وحده منعزلاً عن النّاس، بل إنّ آيات القرآن نفسها ستلاحقه بوجوب التّعاون والتّضامن والتّلاحم في خدمة كتاب الله عزّ وجلّ لبناء جيل قرآنيّ. لذلك قال سبحانه وتعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعَاً ) ولم يقُل اعتصم بحبل الله وحدك، من هذا المــُنطلق كان لدار الفتوى في الجمهوريّة اللبنانيّة السّبب في إنشاء مراكز خدمة القرآن الكريم، والتي تـُعنى بتعليم القرآن الكريم وتعلّمه وإتقانه وحفظه وتجويده وجمع قراءاته وتلاوته. فتَعلَّمَ طلّابُ المركز إتقان حروفه، وتحرير صفاته، وضبط أحكامه، والوقوف على مواطن ابتدائه واختتامه.
ومنذ أربع سنوات أقمنا مشروع الماهر بالقرآن واخترت بنفسي المتفوّقين في المدارس الذين ينالون مرتبةً متقدّمة في دراستهم، ليـُـقبلوا على كتاب الله عزّ وجلّ ليكونوا بعد ذلك منائر هدى، ليتخرّج من المركز هذا الطّالب: طبيباً، أو مهندساً، أو تاجراً، أو معلّماً، أو طبيبةً، أو مربيّةً، أو عاملةً، أو ربّة منزل كلّهم حفظة لكتاب الله.
فسارعوا ليلتحق أبناؤكم وبناتكم بمراكز خدمة القرآن الكريم التّابعة لدار الفتوى في عاصمة بيروت المحروسة والتي تمّ إنشاؤها في عدّة مناطق والحمد لله ربّ العالمين.